الموقع الرسمي لجماعة عياشة
مهرجان ماطا ، تراث الفروسية بالمنطقة الشمالية للمغرب
يهدف مهرجان ماطا ، و الذي تُنظِّمه - تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس دام له النصر و التأييد - الجمعية العلمية العروسية للعمل الاجتماعي والثقافي بشراكة مع المهرجان الدولي للتنوع الثقافي “لليونسكو”، إلى الحفاظ على تراث الفروسية بالمنطقة الشمالية للمغرب عموما ، و إبراز الخصوصيات التراثية والتاريخية للعبة “ ماطا” ، كموروث ثقافي متجذر وتظاهرة تنفرد بها منطقة جبالة على وجه الخصوص . حيث أنها تُرسِّخ تقليدا قديما من تراث المنطقة ، تَوَارثها أبناؤها والقبائل المجاورة لها أباً عن جَد وظلوا متشبثين بها منذ عصور. وهي كما يَعرفها ويزاولها سكان جبالة منافسةٌ شَرفية يتم خلالها التنافس على دمية “ماطا” وإعادتها لقريتها ، حيث تعتبر الخطة ُالمحكمة والقوة والثبات، خصائصَ مهمةً لتحقيق الفوز في هذه المنافسة التي سُمِّيتْ بهذا الاسم نسبة إلى دمية - ماطا - التي ترمز عند أهل المنطقة إلى الخصوبة وتدل على شجاعة أبنائها..
هذا المهرجان الذي يحمل أبعادا فنية ورياضية وثقافية وروحية ، لم يكن ليأخذ بعده الإقليمي و الوطني ، بل و الدولي ، و يستقطب اهتمام المغاربة كما الأجانب ، لولا الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس دام له النصر و التأييد ، و الجهود الجبارة و الرعاية الفعلية للمغفور لها الأميرة للاأمينة ، و العمل الدؤوب للجمعية العلمية العروسية للعمل الاجتماعي والثقافي و شركاءها ، فمن خلال النجاح الذي حققه المهرجان في دوراته السابقة ، أصبح يضطلع بدور بالغ الأهمية في الحفاظ على الذاكرة الجماعية الوطنية وقيم التضامن والشجاعة و إبراز التنوع الثقافي والروافد الحضارية التي يزخر بها المغرب ، فلعبة ماطا وإن كانت في مجملها تُعرَض لإفشاء أجواء من المرح والتسلية ، إلا أنها امتداد مجتمعي للمدرسة الصوفية المشيشية الشاذلية، والتي من مقوماتها الأساسية ترسيخ القيم والثوابت الروحية والوطنية لدى مواطني المنطقة .
و هي مناسبة أيضا لتكريس قيم الوحدة والروابط الثابتة بين شمال المملكة وجنوبها ، فالحضور المشرّف لوفودٍ من أقاليمنا الجنوبية هو تجسيد لروابط الصلة المتينة بين أبناء الشعب المغربي في شمال المغرب و جنوبه ، و ترسيخ لأواصر اللُّحمة الوطنية الممتدة في جذور التاريخ بين مختلف أقاليم هذا الوطن الحبيب .