الموقع الرسمي لجماعة عياشة
كرومليش امزورة في سطور
يرجع تاريخ كرومليش امزورة أو موقع -الوتد - إلى3000 سنة قبل الميلاد ، و يعتبر نصبا تذكاريا جنائزيا من العصر البروتوري الصخري . و يقع على تلة كبيرة شبه دائرية ( 54 م قطر شمال جنوب و 58 م قطر شرق غرب ) تحيط بها أحجار متراصة ، والعديد من أحجار الصوان ، و رؤوس أحجار متسلسلة ، و مسلات ، ودائرة من 167 من الأحجار المتراصة ، أكبرها يصل ارتفاعه إلى 5 أمتار.
تم ذكر هذا النصب التذكاري في معظم النصوص القديمة، خصوصا في كتاب "الحياة الموازية" لبلوتارخ في عام 1831، و رسم المغامر البريطاني آرثر دي كابيل بروك الموقع و وصفه في كتابه "رسومات في إسبانيا والمغرب". كما ذكره المؤلف و الجيولوجي الفرنسي إيميليان رينو في عام 1846، وتبعه الجيولوجي الفرنسي غوستاف ماري بليشر في عام 1875، الذي قدم وصفًا مفصلاً عنه . و في عام 1932 قام الكاهن الفرنسيسكاني هنري كوهلر بتوثيق الصخور الضخمة المحيطة بالتلة. و بدأ عالم الآثار الإسباني سيزار لويس دي مونتالبان أعمال التنقيب في موقع امزورة في عام 1935، لكن عمله توقف بسبب اعتقاله خلال الحرب الأهلية الإسبانية. ولكن لسوء الحظ، لم يتم نشر نتائج أبحاثه مطلقًا. كشفت الحفريات اللاحقة التي أجراها ميغيل تاراديل في الخمسينيات من القرن العشرين عن حلقة حجرية أخرى أصغر حجمًا تحتوي على 16 كتلة حجرية ضخمة بالقرب منها. أشارت النظريات المبكرة إلى وجود صلة بين ستونهنج والهياكل الأوروبية المماثلة، لكن تاراديل وجابرييل كامبس دحضوا هذه النظريات لاحقًا. وخلصوا إلى أن الموقع كان مقبرة لأحد زعماء الماوري، أنشأها السكان المحليون باستخدام المعرفة الأصلية. و تشير القطع الأثرية التي تم العثور عليها في الكومة، مثل الأمفورا ، إلى أن الموقع يعود إلى حوالي القرن الرابع أو الثالث قبل الميلاد. ويعتقد كامبس وباحثون آخرون أن كرومليش امزورة والهياكل المماثلة تمثل ظهور اتحاد أو مملكة كبيرة في شمال غرب المغرب. و لقد ترك عمل دي مونتالبان علامة على شكل X على السطح، والتي لا تزال مرئية حتى يومنا هذا. ورغم ذلك، لا يزال موقع امزورة يثير اهتمام أولئك الذين يبحثون عن معرفة المزيد عن ماضيه الغني. باختصار، لا يعد موقع امزورة مجرد موقع أثري و حسب؛ إنما هو شهادة على ثراء التاريخ والأساطير والثقافة في شمال المغرب ، و تظل الدائرة الحجرية شاهدًا صامتًا على الحضارات القديمة التي ازدهرت هناك ذات يوم.